السبت، 12 فبراير 2011

حسني مبارك .. آخر الفراعنة الفلاّحين

حسني مبارك .. آخر الفراعنة الفلاّحين

 
(11/10/1981م - 14/2/2011م

ولد حسني مبارك عام 1928م في إحدى القرى الواقعة ضمن محافظة المنوفية بالدلتا وهي نفس المحافظة التي ولد بها الرئيس الأسبق أنور السادات . تخرج من الكلية الحربية برتبة ملازم ثاني في فبراير عام 1949م وانضم إلى سلاح المشاة . ثم مالبث أن تقدم للإلتحاق بكلية الطيران الحربي التي أنشئت لتوها آنذاك وتخرج منها في مارس عام 1950م .
عند إندلاع حرب يونيو 1967م مع إسرائيل كان حسني مبارك قائدا لقاعدة بني سويف الجوية ثم رقي إلى رتبة العميد في يونيو 1969م وعين رئيسا لأركان السلاح الجوي . ورد إسمه في قائمة التطهير بسبب التقصير خلال حرب الإستنزاف . فجرى إحالته للتقاعد أواخر عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر . ولكن أنور السادات أعاد إليه إعتباره بعد القضاء على ما سمي وقتها بمراكز القوى وزعم أن حسني مبارك قد فصل من منصبه لأسباب سياسية لا علاقة لها بتقصيره في عمله. وسرعان ما قام بترقيته إلى رتبة اللواء وعينه قائدا لسلاح الطيران ونائبا لوزير الدفاع .
عند إندلاع حرب اكتوبر 1973م برز إسم حسني مبارك بوصفه قائدا لسلاح الطيران الذي شارك في التخطيط العام للحرب لتنفيذ هجمات جوية تدميرية للمواقع والإستحكامات الإسرائلية على خط بارليف .

كان بفتقر للزعامة الكاريزمية فحاول عبثاً تعويض ذلك النقص بالتذكير الدائم لشعب مصر أنه بطل حرب أكتوبر وكأنّ النصر لم يأتي إلاّ على يده وحده دون غيره من قادة عسكريين

وعلى الرغم من أن حسني مبارك لم يشارك بالقتال داخل سيناء في تلك الحرب كما فعل غيره ، وإنما فقط من خلال تواجده مع غيره من قادة القوات وأركان القوات المسلحة داخل مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية ، إلى حوار سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة. وعبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات. والواء محمد علي فهمي قائد الدفاع الجوي الذي كانت له الكلمة الفصل في تحييد قدرات سلاح الطيران الإسرائيلي . واللواء بحري فؤاد ذكري قائد القوات البحرية. واللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية . إضافة للفريق أحمد إسماعيل وزير الحربية ومحمد أنور السادات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة. بالإضافة إلى رتب عسكرية أخرى إلى جانبهم . وآخرين في ميادين القتال من قادة الأسلحة المقاتلة الميدانية الذين واجهوا النيران بصدورهم وسط جنودهم في سيناء ؛ منهم من أستشهد ومنهم من أصيب . ومنهم من كتبت له الحياة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر : قائد سلاح المدفعية اللواء محمد سعيد الماحي. واللواء كمال حسن علي قائد سلاح المدرعات . واللواء مهندس جمال محمد علي .والعميد نبيل شكري قائد قوات الصاعقة . والعميد محمود عبد الله قائد قوات المظلات. واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني . واللواء سعد مامون قائد الجيش الثاني الميداني . والعميد محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد مدفعية الجيش الثاني الذي كان واحدا من اساطير حرب أكتوبر المجيدة .... ومنهم من نال الشهادة أبرزهم الشهيد العميد أحمد عبود الزمر قائد الفرقة 23 مشاة الآلية . والشهيد العقيد محمد توفيق أبو شادي قائد اللواء الأول المدرع . والشهيد العميد نور عبد العزيز قائد اللواء الثالث المدرع . والشهيد العقيد مصطفى حسن قائد اللواء 23 المدرع ..... والقائمة تطول وحافلة بالأبطال الذين أستشهدوا ، أو جاهدوا وصابروا لأجل عزة مصر وكرامة الأمة العربية في صمت وإنكار ذات .
حسني مبارك إلى جوار الرئيس أنور السادات داخل غرفة القيادة المركزية للعمليات في القاهرة خلال حرب أكتوبر 1973م

إذن ومن بين كل هؤلاء وغيرهم من قادة الأسلحة وأركان الجيوش الميدانية أراد حسني مبارك الحيازة والإستئثار لنفسه وحده دون غيره ببطولة حرب أكتوبر ؛ وكأن نصر أكتوبر لم يتحقق إلا به ، ولم يجلبه إلا هو . فظل يمعن في "إذلال" الشعب المصري والأمة العربية (إن صح التعبير) ... وظل يمعن في المن والأذى وإذلال الجميع . ويذكرهم عبر لسانه مباشرة أو إعلامه المفلس ومناهج وزارة التربية والتعليم بين كل عشية وضحاها أنه بطل حرب أكتوبر. وأنه بذل النفس رخيصة للإستشهاد في ساحات الوغى وتعرض للموت أكثر من مرة ..... ولا ندري أي موت هذا الذي يمكن أن يتعرض له قائد سلاح الطيران داخل غرفة قيادة عمليات محصنة تحت الأرض في مدينة القاهرة خلال الحرب وهو إلى جوار كبار القادة الآخرين بمن فيهم وزير الدفاع ورئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ؟ ومع ذلك لا ننكر أن حسني مبارك وبعد أن أصبح رئيسا لمصر فقد تعرض لست محاولات إغتيال كان أخطرها تلك التي تعرض لها في أثيوبيا على يد محموعة من تنظيم الجهاد الإسلامي المصري ويأيدي مصرية 100%.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق