الثلاثاء، 8 فبراير 2011

صور من شتاء الغضب التونسي

صور من شتاء الغضب التونسي

كان نصف إله ثم تمزق ... منظر يتكرر دائما في الشارع السياسي العربي
جاء في التراث العربي القديم أن أحد أمراء القبائل العربية كان يقتر على أبناء قبيلته ويحرص على إبقائهم تحت خط الفقر وظل الجوع دائما . وحين كان يسأله البعض عن الحكمة من ذلك يرد عليهم بقوله : "جَـوِّعْ كَـلْبـَكْ يَـتْـبَـعَـكْ " .. وبمرور الأيام سئم أبناء قبيلته منه فاتفقوا على الخلاص منه فتآمروا عليه وقتلوه وألقوا بجثته في قارعة الطريق . وتصادف أن مر إعرابي على الجثة وقد إجتمع حولها بعض فقراء البدو يسلبونها ويجردونها من ملابسها فسألهم عن هذا الميت الذي تبدو على ملابسه زينة وبحبوحة الملوك فحكوا له قصته فعلق على ذلك بقوله : "ربما يشتد جوع الكلب فيأكل سيده "وفي تونس كان من أهم مظاهر الثورة هو توجه الآلاف من الشعب الثائر إلى قصور وفلل أقرباء الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي وكذلك أقرباء زوجته السيدة ليلى الطرابلسي حيث يتهم هؤلاء الأقرباء من أبناء أشقاء الرئيس التونسي وكذلك زوجته ليلى الطرابلسي بالتورط في نهب خيرات الشعب وسرقة المال العام ..... وتعكس الصور أدناه جانب مما تعرضت له هذه القصور والفلل من تخريب ونهب في مختلف أنحاء تونس.
إنه حال الدنيا على أية حال ... الدنيا التي لا تدوم على حال واحد ولا لأحد .... أو كما يقال فإن الأيام دول ... يوم لك ويوم عليك ..... وهكذا بعد أن كان أصهار وأقرباء الرئيس بن علي وأقرباء زوجته من الطرابلسية بالأمس قبلة وكعبة لكل من يرغب في القفز فوق الكراسي والثراء السريع. أصبح هؤلاء اليوم منبوذون ومشردون في الآفاق وداخل السجون .... سبحان الله الذي هو وحده الحي الدائم. وما أجهل الإنسان حين يظن أن الدنيا قد أصبحت بين أصبعيه وملك له وحده.
وفي إقليم كردفان من أرض السودان هناك مثل شعبي يتم ترديده غنائيا يقول :
" ما دَوّامَاْ ..... الله هُوُيْ .. الدنيا ما دَوّامَاْ "
أو بما معناها أن الدنيا لا تدوم لأحد على وجه واحد.


بعض السكان المحليين يتفرجون على ما تبقى من قصر أحد أقرباء الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي بعد نهبه وتخريبه.

تونسيون فقراء من عامة الشعب يجمعون بقايا قطع كريستال من ثريا فاخرة كانت معلقة في سقف قصر من قصور أقرباء الرئيس الهارب زين العابدين بن علي


منزل أحد أقرباء ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس بن علي . ويتهم التونسيون من يسمونهم بعائلة الطرابلسية بنهب خيرات البلاد


جزء من قصر في منطقة الحمامات يمتلكه إبن شقيق الرئيس التونسي بعد أن خربته الجماهير الغاضبة

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ...
يبدو أن الوقوف والبكاء بين الأطلال والدمن عادة عربية متأصلة لن تنتهي أبدا

كانت هنا مدفأة وإحترقت



فيلا على البحر لأحد أبناء شقيق الرئيس ... نهب إبن الشقيق الشعب بالأمس وإستعاد الجياع اليوم بعض ما نهبه من ثرواتهم

واضح أنه يمعن التفكير في كيفية إنزالها من السقف إلى أرض الواقع

ربما لم يكن هذا الشاب يجرؤ بالأمس على مجرد المرور تحت سور هذا القصر الذي كان يمتلكه إبن شقيق ليلى الطرابلسي ... ولكنه الآن يلعب داخله بكرة عثر عليها في الحديقة

آهـ  يا زمن 

 هنا حرص البعض على تسجيل إسمه ومدوناته للذكرى والتاريخ ... أو ربما حتى يرث هذا القصر مواطن آخر يصعد قريب له إلى هرم السلطة .... والساقية كما يقال تظل دائرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق