السبت، 26 مارس 2011

سـوريا اليوم

سوريا اليوم

باتت رياح التغيير أقوى من كل السدود وأعلى من كل أشجار البلوط وأسوار دمشق ..... فهل آذن حزب البعث بالرحيل أم تتحول سوريا إلى يمن وليبيا جديدة على ضوء ما يقال عن تجذر حزب البعث في الحياة الإقتصادية و الإجتماعية والثقافية السورية مما يجعل أمر إقصائه مشروعا باهظ التكلفة ؟
...........
المثير للإهتمام أنك قديما أو فلنقل قبل شهور وسنوات كان المواطن السوري (وعلى طريقة فيصل القاسمي في برنامج الإتجاه المعاكس) إذا إلتقيت به مصادفة دون ميعاد يشغلك بصوته الجهوري ويتحدث إليك بحماس وإسترسال وطلاقة يحسد عليها عن مشاكل السودان وجلد النساء وإنفصال الجنوب ويخوض في كل شيء من الخليج إلى المحيط ما عدا في أوضاع بلاده السياسية وحزب البعث؛ فإنك إن تطرقت معه للحديث عن السياسة في بلاده سرعان ما " يقطع ماء ويفصل كهرباء " فيتملكه الهلع ويحمر وجهه وتزوغ عيناه ويخيم عليه الشرود . وينظر إليك بعيون الشك والريبة قبل أن يسارع بتوديعك باي باي ويختفي كأنه فص ملح وداب.
ووفقا لذلك فإن حالة أن يخرج السوري الآن وبهذه الطريقة إلى الشارع ويهتف فوق ذلك بسقوط النظام ، فلاشك أن الخطب جلل ، وأن السيل قد بلغ الزبى والتغيير لا محالة قادم ... وأن سوريا اليوم لم تعد سوريا الأمس بأية حال من الأحوال .
..............
أمر سوريا البعث لا يهمها وحدها. فهناك العديد ممن يرتبط بالنظام السياسي القائم . وسيغرق مع البعث إن هو غرق أو على أفضل الأحوال سيصاب بالتكلس وتتقلص أطرافه ويصاب جسده بالروماتيزم الحاد وأهمهم حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية والحليف الإيراني ..
..................
في الجانب الإقتصادي لا يبدو السوري معتلا .. ولكن معظم مقولات المحتجين تتمحور في المطالبة بالحريات العامة وإستعادة عامة الشعب لكرامته وعزته والقضاء على الفساد الذي يحد كثيرا من قدرات هذا الشعب النشيط المثابر المبدع على المضي قدما نحو أوضاع إقتصادية أفضل.
...............
في غياب الحريات يشكو المعارضون في سوريا من ظلم وأتاوات وتعـديات عناصر الأمن والشرطة . ويشتكون كذلك من إنفراد قيادات حزب البعث بكعكة الثروة المتمثلة في الإستحواذ على مساحات شاسعة من الرقعة الزراعية الخصبة وإحتكار الصناعات والسياحة وتجارة الإستيراد والتصدير.
...........
الموقف الآن يبدو بعيدا جدا عن أية حوار سياسي خاصة وأن الثورة لم تتبلور بعد عن جهات حزبية منهجية تتحدث بإسمها سوى ظهور ملحوظ للإسلاميين وطلاب الجامعات .
وفي ظل الوضع الحالي فقد سارعت السلطات السورية إلى فرض حصار عسكري على العديد من المحافظات جنوب سوريا خاصة تلك المتاخمة للجولان ولبنان بهدف عزلها عن بعضها البعض وقطع الطرق الرئيسية التي تربطها بدمشق ..... وحيث يبقى الدروز في جنوب سوريا الذين يبلغ تعدادهم ثلاثة أرباع المليون تقريبا ... يبقى هؤلاء الأكثر توجها للثورة والإنفصال لإنشاء دولتهم الخاصة بهم.

تظاهرة خجولة في الشوارع الخلفية ولكنها البداية دائما
بعد أسبوع من الإحتجاجات التي إنطلقت في محافظة ومدينة درعا الزراعية والسياحية جنوب سوريا إنتقلت العدوى إلى مدينة دمشق القريبة منها ؛ وإن كان ذلك بشكل طفيف كما هو الحال عند كل بداية لجس النبض ... وها هي مظاهرة معارضة تخرج في دمشق بعد صلاة الجمعة 25 مارس 2011م تردد شعارات من قبيل "درعا سوريا" و "بالروح بالدم نفديك يا سوريا".

تحرشات سياسية وعراك بالأيدي بين البعثيين ومعارضي النظام في دمشق.

داخل مقر المحكمة في مدينة درعا الذي تعرض للتخريب والحرق

كانت الشرارة التي أطلقت التظاهرات السورية تتمثل في إلقاء أجهزة الأمن القبض على مجموعة أطفال وصبية تتراوح أعمارهم ما بين سن الثانية عشر والخامسة عشر والزج بهم في المعتقلات بتهمة كتابة شعارات على الحوائط تقول :- "الشعب يريد إسقاط النظام" تأثراً بريئاً بما جرى حولهم في الشقيقة تونس ومصر وما يجري في ليبيا واليمن .... وحيث يعتقد أنه ما كان يجب التعامل مع هؤلاء الأطفال والصبية بهذه القوة المفرطة والجدية التي في غير محلها .
وهكذا إنقلبت المزحة ولعب العيال إلى جد كما يقال. فنزل الشباب والكبار إلى الشارع يطالبون بإصلاحات في مجال الحريات والعزة والكرامة .. وبرفقة ذلك طلب خجول متواضع يرجو إقالة محافظ درعا بسبب مسئوليته عن الفساد الذي تعاني منه المنطقة بوجه عام ، ثم القرار الخاطيء بالقبض على الأطفال وتعذيبهم ومحاولة إجبارهم على البوح بإعترافات تفيد بأن هناك تنظيم سياسي سري معادي للنظام القائم يجمعهم .....
تكررت القراءة الأمنية الخاطئة إياها مرة أخرى في درعا إذن . فهاج حزب البعث وماج أن ترفع الجماهير رأسها وتطيل أعناقها على نحو تتجرأ وتطالب فيه بإقالة المحافظ . فكان ما كان من إضطراد للإحتجاجات وسقوط الموتى والجرحى بالعشرات تحت وابل من الرصاص الحي .

 صورة من شريط فيديو إلتقطه أحد المناهضين للحكومة السورية وتم بثه عبر الإنترنت . وتكشف الصورة عن إطلاق مباشر للرصاص في درعا على المتظاهرين . يقف رجال الأمن على يسار الصورة.

مرة أخرى جاء القرار متأخراً ... فتم إقالة محافظ درعا ولكن بعد فوات الأوان فقد لمس المعارضون والمحتجون في أنفسهم الشجاعة والقدرة على الحياة كي يستجيب القدر ليتضح أن سقف المطالب قد إرتفع وتجاوز الكثير من المحرمات البعثية.

يوم 23/3/2011م .... المحتجون ينتشرون في بعض شوارع مدينة درعا الرئيسية في تحدي واضح للسلطة غير مبالين بالرصاص الحي والمطاطي ودخان الغازات المسيلة للدموع

قديم الإعلام الحكومي العربي وجديده .... أسلحة وأموال وذخائر بث صورها التلفزيون السوري الحكومي الرسمي بزعم أنه قد تم العثور عليها في أيدي المخربين الذين وصفتهم بأنهم تجار مخدرات ومهربين .... وهكذا لا نزال نرى نفس الأسلوب الإعلامي العربي منذ أوائل الخمسينات من القرن الماضي وكأنّ السنوات لا تمضي وكأنّ لا هناك ثورة معلوماتية تضم منتديات ومدونات وشبكة عنكبوتية وفيس بوك وتويتر و ويكي ليكس ..... وإيلاف الحبيبة .

الجمعة، 25 مارس 2011

إحتجاجات الأردن تتحول إلى عنف

إحتجاجات الأردن تتحول إلى عنف
............ والبقية تأتي

بعد صلاة الجمعة إنطلق رواد المساجد في العاصمة الأردنية عمان للتظاهر مطالبين بإقالة رئيس الوزراء الذي لم يمر شهر على تعيينه . حيث يتهمه الإسلاميون بالفسـاد ... ولا يعرف على وجه التحديد ما إذا كان الأمر سيشهد تصعيدا أم يقف عند حد المطالبة بتغيير رئيس الوزراء وحده في هذا البلد الفقير الموارد الذي يضم عنصرين أحدهما من أصل بدوي عربي متحالف مع العائلة المالكة . وآخر فلسطيني الأصل يمثل الأغلبية من سكان الأردن . ويشتكي هؤلاء الفلسطينيون من التهميش وعدم المساواة مع العنصر البدوي في الوظائف وفرص الترقي وتولي المناصب الهامة ... ومما لا شك فيه أن الإسلاميين في الأردن قد قويت شوكتهم في الفترة الأخيرة عقب وصول حركة حماس للسلطة وتحالفها مع السوري والإيراني وحزب الله اللبناني .....
المطالب التي تبدأ بها الثورات العربية الماثلة عادة ما تكون في بدايتها بسيطة خجولة زهيدة التكلفة بالنسبة للحكومات القائمة والحكام ... وهي على الرغم من ذلك سرعان ما يرفضها هؤلاء الحكام بإصرار وتعالي مبالغ فيه ، يشجعهم مستشاري السوء والحاشية بالإصرار على أن يظل الحال على ما هو عليه وأن العصا لمن عصا من أوباش الشعب .. وهكذا ومع كل صباح يوم جديد ينزل المزيد من المواطنين إلى الشارع ، وتبدأ الإعتصامات في ميادين التغيير والتحرير ... ويبدأ سقف المطالب في الإرتفاع شيئا فشيئا حتى يصل إلى مرحلة "الشعب يريد إسقاط النظام" ..   
محتجون يطلقون على أنفسهم "حركة شباب 24 مارس" يشتبكون مع مؤيدي النظام الملكي . حيث يطالب المحتجون حاليا بإستقالة رئيس الوزراء. الذي يقوم الملك بإختياره وتعيينه وتغييره وفق الدستور الأردني.
 
عنصر أمني أردني يحاول منع صدام فردي بين محتج إسلامي وآخر مؤيد للحكومة خلال تظاهرات وإحتكاكات بين الجانبين قتل فيها متظاهر واحد.


عناصر من الأمن الأردني يحاولون الفصل بين مؤيدي الحكومة ومعارضيها للحد من أية إشتباكات بينهما.
 
إستخدام خراطيم المياه لفض وتفريق المتظاهرين .. لقد ثبت من التجربة أن توجيه خراطيم الماء لا يخيف المتظاهرين العرب فهؤلاء الفقراء قد يجدونها فرصة للإستحمام المجاني بسبب إنقطاع الماء عن صنابير منازلهم أو لأنهم يبيتون في العراء
عنصر أمني باللباس المدني لحظة إنهياره وإرتمائه على الأرض متأثرا بجراحه التي أصيب بها خلال الإحتجاجات.
مؤيدي الملك عبد الله بن الحسين يلوحون بصوره وأعلام الأردن في وجه المعارضين.
محتج معارض يرقد جريحا على الأرض بعد فض قوات مكافحة الشغب الأردني لإعتصام طلابي وإلقاء القبض على عدد كبير منهم

عمرو موسى في درب الجماجم

عمرو موسى في درب الجماجم


أبحـث عن فـضـــولي

يبدو أن عمرو موسى لم يكن يبالي بإستخدام وسيلة المسير فوق الجماجم والهياكل العظمية الليبية وسط روائح النار والبارود ، بغية الوصول إلى حلمه الأكبر المتمثل في الجلوس على كرسي الرئاسة المصرية.
ولكن المثير للشفقه أنه وبعد أن كان الأمين العام لمجلس الجامعة العربية عمرو موسى يمثل دور العراب و "أم العروس" خلال تلك التحركات والإٌجتماعات المحمومة الغريبة والأولى من نوعها التي تشهد إستئساداً لهذه الجامعة الهزيلة ؛ والتي ناشدت من خلاله الغرب والولايات المتحدة التدخل لضرب القذافي ومنعه من إبادة شعبه كما يزعمون .. إذا بنا الآن وبعد أن "رضخت" الولايات المتحدة و بريطانيا وفرنسا ومجلس الأمن بحاله .... نقول بعـد أن "رضخوا" لأوامر "أم العروس" عمرو موسى بالتدخل لضرب ليبيا القذافي حكومة وشعبا وجماهيرية ومحطات كهرباء وتكرير نفط .....


إبحث عن عمرو موسى

بعد أن جرى ويجري كل ذلك ؛ عاد عمرو موسى يمارس كدأبه وعادته دور الكومبارس المغلوب على أمره من جديد ليتباكى ويتشهق ويذرف الدمع السخين على الشعب الليبي والمنجزات الليبية وثرواتها التي يجري تدميرها جهارا نهارا وبلا داع أو مبرر وبإسراف مبالغ فيه تحت وقع الضربات الجوية المتلاحقة والتي حتما سيعقبها تدخل وإحتلال بريطاني فرنسي سافر للأراضي الليبية وفرض قرضاي وعلاوي ثم مالكي جدد على الطريقة الأفغانية والعراقية في ليبيا هذه المرة تمهيدا لإرواء عطش الغرب شبه المفلس للبترول والغاز المجاني المنهوب أو لتغطية نفقات الحرب .....


أبحث عن عمرو موسى

هكذا إذن ساهم عمرو موسى في إعادة الإستعمار من جديد إلى الأرض العربية ورهن وسرقة الثروات ومصادرة مستقبل شعوبها ... وله في ذلك "الشرف المقدر" على صفحات التاريخ....
هكذا إذن ولأجل ماذا ؟ وما هو الثمن الذي دفع بعمرو موسى إلى فعلته النكراء هذه ؟
الثمن معروف وأرصدته مكشوفة للجميع وهو أنه يطمع في أن توصله الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى كرسي الرئاسة المصرية وحتى يصبح الفرعون المدني الأول منذ ثورة يوليو 1952م ....
ولكن لماذا سيوصله الغرب المتواطيء معه إلى هذا الكرسي؟ ...  لماذا ؟  .....


أبحـث عن عمـرو موســى

ربما كان هناك مخطط قوي بشع لخنق ثورة 25 يناير ووأدها تحت الرمال أو إغراقها في البحر ... لا يهم ..... فعمرو موسى لا يستطيع إنكار أنه من الحرس الساداتي والمباركي القديم ... وأنه جندي "جسور" من جنود التطبيع مع إسرائيل ... وأنه خادم مطيع للولايات المتحدة وبريطانيا، كان قد ساهم بقوة في التمهيد وإضفاء الشرعية على إحتلال العراق.
وها هو إذن ينفذ الشق الثاني من المهام الملقاة على عاتقه . وهو التمهيد لمشروعية إحتلال ليبيا وإستكمال مصالح الغرب في سرقة النفط والغاز الذي لا يستاهله الشعب العربي المتخلف الإرهابي صائد النساء وفق ما يزعمون ويقال في ميديا الشرق والغرب من الكرة الأرضية ...
وخلال كل ذلك لا ننسى دور عمرو موسى المتواطيء مع حسني مبارك وعمر سليمان في حصار غزة وترك شعبها غنيمة مجانية سهلة المنال لإسرائيل . وما أدى إليه لاحقا من سلبيات جسيمة أضرت بالإستراتيجية العربية القومية وأهمها نمو قدرات وزخم حزب الله اللبناني الموالي بل والتابع تماما لإيران الخميني وصعود نجم حسن نصر الله ، وتبييض وجه إيران في منطقة الشرق الأوسط بعد أن وجدتها فرصة سانحة لمد يدها إلى حركة حماس المحاصرة الجائعة ومدها بالمال والغذاء والسلاح.

أبحـث عن عـمـرو موسـى

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن . وبعد أن قامت جهات مشبوهة برشق البرادعي وأسرته بالحجارة ومنعه من الإدلاء بصوته في إستفتاء التعديلات الدستورية .... هل وراء هذا الرشق وتلك الجماعات المبلطجة من يرغب في إيصال عمرو موسى إلى كرسي الرئاسة المصرية بأي ثمن وتحت أي ظرف من الظروف؟
بل وقد يمتد الأمر إلى درجة التساؤل عن حقيقة ما يحاك لمصر وشعبها تحت ظل حكم عمرو موسى إذا وصل إلى كرسي الرئاسة .
هل هناك من مخطط لإدخال مصر هي الأخرى في دوامة حرب أهلية وطائفية دينية أو إحتجاجات وإعتصامات يومية تشل حركتها وديناميكيتها . وعلى نحو يوصلها إلى حكم عسكر يمهد لإعادة إستعمارها مرة أخرى مثل ما جرى للعراق وسيجري في ليبيا ؟
لن نستغرب إذن لو جرى كل ذلك في حالة وصول عمرو موسى إلى كرسي الرئاسة المصرية .. ولن نستغرب منه أن يخرج علينا مرة ثالثة بعد خروجه الأول عقب غزو العراق وخروجه الثاني بعد تدمير ليبيا ليقول لنا أنه غير مسئول عن إعادة إحتلال بريطانيا وفرنسا لمصر .

طووز فيك يا سيركوزي

طـوووز فيك يا ساركوزي

سيركوزي القصير .. يحاول تغطية قصره بالتطاول على العرب المساكين

إنتفض المجنـّس المجري والرئيس الفرنسي الحالي ساركوزي وصرح بقوله :- "يجب أن يفهم كل حاكم، وبشكل خاص كل حاكم عربي، أن رد فعل المجتمع الدولي وأوروبا سوف يكون هو نفسه في كل مرة من الآن فصاعداً . وسوف نكون إلى جانب الشعب الذي يتظاهر دون عنف"................
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم يتدخل هذا الديك الفرنسي في ساحل العاج والصين وإيران واليمن وسوريا ؟ أم أن سياسته وإستراتيجية التي تعتمد على الضرب في المضمون والحلقة الأضعف تارة والبلد الأغنى تارة أخرى لنهب خيراته ، هما اللتان تسيرانه وتحددان مصداقيته وعنترياته التي يرغب من خلالها في تغطية مركب نقصه الكامن من حقيقة أنه ليس بفرنسي الأصل ، وإنما محض وليد من أم يهودية شرقية ومهاجر مجري جرى تجنيسه قبل بضع سنوات؟
......................
ما كان لفرنسا وبريطانيا أن تتدخلان في ليبيا بمعية وتكنولوجيا الولايات المتحدة . وبمساعدة وتواطؤ جهارا نهارا من الأمين العام لمجلس الجامعة العربية "عمرو موسى" ..... ما كان لهما أن تتدخلان في ليبيا لو لم تكن هناك حاجة ماسة لهما في الحصول على بترول وغاز باسعار شبه مجانية ، أو بمقايضة الرصاص والصواريخ ونفقات الهجمات الغير ميررة ولا مشروعة حاليا ضد ليبيا ببترول نظيف وغاز يجري رهنه لعشرات السنوات القادمة مثلما فعلت الولايات المتحدة مع العراق وفق ما بات يعرف بالحروب المربحــة ...... وكمثل ما باعت مصر مبارك الغاز لإسرائيل بأسعار مضحكة.
.........................
من كان يظن أن فرنسا وبريطانيا (بمعية الولايات المتحدة ودعمها التكنولوجي) تضربان ليبيا الآن وتدمران منشآتها ومكتسباتها من حر أموال دافع الضرائب البريطاني والفرنسي فهو جاهل وعبيط وأبله يستحق الحجر عليه من أول جلسة.

عمرو موسـى

غدا وبعد أن يتم تدمير كل المنشآت الليبية الإستراتيجية . سيجلس الفرنسيون والبريطانيون مع القرضاي الليبي الجديد لمحاسبته بالفلس عن تكلفة هذه الحرب. وأن يتم تحميل الخزينة الليبية بكل الأعباء ثم بعد ذلك تجبر الجكومة الليبية على منح عقود إصلاح وترميم ما قام الفرنسوين والبريطانيون والأمريكان بتدميره .. تمنح عقود إصلاح وترميم كل ذلك إلى شركات فرنسية وبريطانية بالتساوي .. ولا مانع من منح مكافآت سخية وعمولات لكل من ساعدهم من الخونة والمتواطئين العرب الذين قتلت ملذات الحياة الدنيا الضمير فيهم . وأعمتهم عن حقيقة أن هناك يوم تشخص فيه الأبصار وأن دم المسلم على المسلم حرام ..... وأن لا دائم في هذه الحياة القصيرة الفانية سوى وجه الله ... وأن عزرائيل بالمرصاد للجميع شاء من شاء وأبى من أبى ..... وسيعرف الذين تسببوا في إسالة دماء العرب والمسلمين في ليبيا اي منقلب ينقلبون.
وإذا كان الإستعماري سيركوزي يظن أنه بمستطيع إعادة عقارب الزمن إلى الوراء وإحتلال الدول العربية من جديد فهو واهم وغبي . وعليه أن يدرك أن إدخال الجيوش سهل ولكن البقاء على الأرض وجني الثمرات هي المشكلة.  

الاثنين، 21 مارس 2011

وما أدراك ما علي عبد الله صالح؟

وما أدراك ما علي عبد الله صالح ؟

يا نصف الإله .. راح زمان كان لك مكانة

 الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في محاولته المستميتة لتمثيل دور الخصم والحكم والجلاد والمواسي ، وعلى طريقة (4×1) ؛ يبدو طريفا في أسلوب تعامله مع شعبه.... ويبدو معه شعبه أطرف منه كذلك .. بل وكأن كلا الطرفان لا يفتآن من فرط تخزين القات لا يدركان ماذا يفعل كلاهما بالآخر؟ فعلي عبد الله صالح يظن أن المعتصمين والمعارضة إنما توجه إحتجاجاتها نحو شخص ونظام سياسي آخر ... والمعتصمين من جانبهم وبعد كل ضربة يتلقونها يناشدون علي عبد الله صالح التدخل لحمايتهم .... وأطرف ما يضحك أن علي عبد الله صالح وبعد كل مرة تنهال فيها قواته البوليسية والعسكرية ضربا وقتلا في المتظاهرين والمعتصمين يخرج على أهل اليمن "السعيد" والألم يعتصره على حقوق الإنسان وأبناء شعبه ويذرف الدموع على القتلى وغضبان أسفا على المتبقين الجرحى ؛ وكأنه ليس هو الرئيس وليس المرجع القانوني والدستوري الذي توجه إليه أصابع الإتهام المباشرة عن ما جرى من قتل بالرصاص الحي وتكسير للعظام والجراحات بالهراوات والخناجر والسيوف .... ربما كان علي عبد الله صالح قد صدق أوهو مقتنع ... بل وعلى قناعة تامة أن من يضربون أبناء اليمن من المتظاهرين والمعتصمين إنما هم مجرد بشــر من البوليس والعسكر والبلطجية على خلاف معدنه وعنصره هو بوصفه نصف الإله .....

 


اليوم وبعد مجازر الأمس إنفض من حول نصف الإله السامر من أعضاء حزب السلطة الوهمي الكرتوني ومعظم الوزراء .. وآذنت القبائل لبطونها وأفخاذها بالرحيل عن علي عبد الله صالح .... فأعلن هذا حل الحكومة ولم يتبقى له سوى البحث عن مأوى مريح هاديء بدلا من محاولاته اليائسة لمقارعة المستحيل.

 

سوق صنعاء ... يغادره الجميع الآن تاركين لوحات علي عبد الله صالح من فوقهم تذروها الرياح

الجمعة، 18 مارس 2011

ترجمة إنجليزية من معطيات المرحلة

ترجمة إنجليزية من معطيات المرحلة


خطر لي أن أقدم بعض معاني كلمات باللغة الإنجليزية وفق معطيات المرحلة الثورية التي تقودها المعارضة السياسية وتلك الطائفية . والتي تتعرض لها العديد من البلدان العربية في الوقت الراهن وتواجهها حكوماتها . على أمل أن يفيد ذلك الشباب خلال حديثهم مع مراسلي وكالات الأنباء العالمية التي بدأت تتوافد بكثافة على المنطقة لنقل ما يدور بها من أنشطة إحتجاجية معلنة للمعارضة السياسية والطائفية .
يعـلن Announce
يعتقل arrest
السلطات authorities
ناشط activist
مدعوم backed
يضرب beat
حظر تجول cervew
تصدّع crack down
هاديء calm
مراسلين correspondents
أشخاص مدنيين civilians
تغيير change
تهمة charge
فساد corruption
انتقد criticized
مظاهرة demonstration
أعتقل detained
أعلن declared
حوار dialogue
توتر شديد extremely tense
قــوة مفرطة excessive force
قوة force
حكومة government
جرحـى injured
يتجاهل الرسالة ignoring the message
المعارضين الرئيسيين key opposition
يقود leads
طاقم طبي medical staff
ضابط عسكري military officer
أكـثريـة majority
أقـليـة minority
معـتـدل moderate
الأسطول الأمريكي السادس Navys sixth fleet
الأسطول الأمريكي الخامس Navys fifth fleet
خلع القيادة overthrow the leadership
سياسي political
عدد السكان population
يحتج protest
حزب / طائفة party
تقارير reports
إصـلاح reform
إستقال resigned
كبت / كبح repression
علماني secularist
تغييرات شاملة Sweeping changes
حالة الطواريء state of emergency
دوريات عسكرية soldiers patrolling
بلطجي thug
إضطرابات turmoils
قوات عسكرية troops
يحفظ النظام to keep order
دبابات tanks
ينخدع / يقع في شرك trapped
وزير الخارجية الأمريكية US secretary of State
محاكمة trial
إنشاء نظام جمهوري to set up a republic
عنف violence
السكة الخطأ / المسار الخطأ wrong track

الأربعاء، 16 مارس 2011

سخافات برنامج نقطة حوار

سخافات برنامج نقطة حوار
برنامج نقطة حوار الذي تقدمه إذاعة البي بي سي العربية من العاصمة البريطانية لندن ... ومن خلال ما يردده مقدميه الثلاثة الذين يتناوبون على تقديمه وإدارة جوانب الحوار فيه .... هذا البرنامج يبدو أنه إما "كلمة حق أريد بها باطل" أو أن كعب أخيل فيه هو "جهل مقدميه ومديري الحوار فيه بحقائق الأشياء وتفاصيل الواقع السياسي والعشائري والطائفي الذي يراوح نفسه في خضم الإنتفاضات الشعبية التي يشهدها العالم العربي هذه الأيام".
ومن أهم السلبيات والمآخذ التي تطفو على سطح هذا البرنامج ، وتغرق في تفاصيل حواره أن مقدميه الثلاثة وهم إما "نور الدين زورقي" أو "ليليان داوود" أو "سمير فرح" يمكن وصفهم بأنهم أذُنٌ سمّاعون للكَلُم ليس إلا ..... ويبدو أن قبوعهم داخل غرف مغلقة شبه مظلمة من حولهم في بدروم مبنى هيئة الإذاعة البريطانية هو الذي جعلهم غير ملمين بواقع الصراعات البينية التي تتدافع وتموج فيما بينها داخل كل مجتمع عربي على حدة من تلك التي تشهد أراضيها هذه الإنتفاضات.
في بدروم هيئة الإذاعة البريطانية .. ثقافة الغرف المغلقة وغياب المعلومة العامة
والشاهد أن الذي يجب أن يضعه مقدمو برنامج نقطة حوار في الأذهان أن هناك فرق كبير بين مسمى "شعب" ومسمى "معارضة" ..... وأن هناك فرق كبير بين معنى "شعب" وبين معنى "طائفة" .... وينسحب الأمر على ضرورة التفرقة بين مسمى "معارضة شعبية" وبين "إحتجاجات طائفية" و "وإنتماءات قبلية" و "عشائرية".
والمستمع والمتابع للحوار وكيفية إدارته يستوقفه ذلك الموقف المضحك المثير للشفقة حين تسمع المحاورين من مملكة البحرين مثلا على مختلف إنتماءاتهم الطائفية وولاءاتهم السياسية ، وهم يحاولون جهد أيمانهم الشرح وإفهام مقدم البرناج "نور الدين زورقي" أن الشعب البحريني منقسم على نفسه بين سنة مؤيدة للحكم وجزء من الشيعة موالية له . وبين معارضة شيعية معادية للحكم، ومعارضة سياسية سنية أخرى له . وهناك من يقول له أن الطائفة السنية وموالين شيعة موافقون على دخول قوات دول مجلس التعاون الخليجي .وأن دخولها لا يمثل غزوا لأنها جاءت بطلب مباشر من القيادة السياسية الشرعية ... فيصمت نور الدين زورقي كالأبله والأطرش في الزفة . ثم ينكفيء على بلاهته ويعود فيتلخبط ويلخبط ويتخربط ويخربط ليردد أن الشعب البحريني على خلاف مع العائلة الحاكمة فيه .... وأن الشعب البحريني معتصم في دوار اللؤلؤة ... وأن الشعب البحريني يرفض تدخل القوات "الأجنبية" لدول مجلس التعاون .... وهكذا دواليك يردد كلمة الشعب بملء فيه كأنه لم يفهم ما قيل له قبل قليل .... وهو ما يجعلنا نستقي من جهله وخفة عقله ومخه الثقيل أن هناك أطرش يدير حوارا للطرشان.
 
نور الدين زورقي داخل مكتبه في بدروم هيئة الإذاعة البريطانية
ومن أطرف ما ردده "نور الدين زورقي" المغربي الجنسية ؛ قبيل إنهاء القسم الثاني من برنامجه نقطة حوار لتقديم نشرة الأنباء ما أثبت جهله حتى بأسماء دول منظومة مجلس التعاون حين قال .. "وشهدت البحرين تدحل قوات سعودية وإماراتية و غير إماراتية".وعلى هذا النسق يمضي مقدمو هذا البرنامج الذي كان يمكن أن يكون أفضل حالا بكثير مما هو عليه الحال الآن إذا إتسم مقدموه بأقل القليل من العلم والمعرفة بطبيعة تركيبة المجتمعات العربية المتفاوتة . ولا سيما لو كان قد تم تطعيم ضيوف هذا البرنامج بمشاركات وآراء متخصصين مثل رؤساء تحرير الصحف وبعض رموز المعارضة والموالاة والطوائف والقبائل والعشائر والسلطة الحاكمة من جهة أخرى ؛ حيث بإمكان هؤلاء الخاصة نقل أفكار ورؤى سائدة عامة وليس مجرد عرض إجتهادات شخصية لأفراد من عامة الشعب لا تمثل الإطار المنهجي للرأي العام بمختلف تجاذباته.
قبل فترة أدارت المذيعة "ليليان داوود" حوارا في هذا البرنامج متعلق بالمملكة العربية السعودية .. وحيث يبدو أن إختيار هذه المذيعة غير المسلمة بالذات لإدارة حلقة عن الوضع السياسي المرتبط بمنهج الشريعة الإسلامية في السعودية قد كان خطأ في حد ذاته .... ذلك كونها ومن خلال إدارتها للحوار بدت وكأنها لا تعرف الفرق بين فقه ومتطلبات مكونات مجلس الشورى الإسلامية ، وبين متطلبات إنتخاب مجلس العموم البريطاني والكنيست الإسرائيلي ... وبين حرية المرأة المسلمة في إختيار مكياجها ولون شعرها وبين معنى ومشروعية وإلزامية تأديتها لفرض الغسل من الجنابة ...

الاثنين، 14 مارس 2011

خطأ تعميم معاول الثورات العربية

خطأ تعميم معاول الثورات العربية


من أشنع الأخطاء وأكثرها شيوعا أن البعض من قادة وقواعد المعارضة في العديد من الدول العربية تشجعهم جهالات وحماقات المحاورين في قناتي الجزيرة والبي بي سي العربية ؛ يعممون مدخلات ومخرجات تجربة الثورة الشعبية في تونس ومصر على كافة الدول العربية الأخرى. ويظنون على هذا النسق (واهمين) أن ما جرى فيهما يمكن نسخه ولصقه على طريقة الويندوز داخل مجتمعاتهم . وهو أمر لا محالة أن يؤدي إلى خلق بلبلة وفوضى ويسقط العديد من الضحايا الأبرياء المضللين بلا جدوى ولا طائل.
ونرغب في البداية أن نوضح أن المجتمع المصري والتونسي على نحو خاص لا تتحكم بهما النعرات الطائفية العمياء أو الولاءات القبلية الضيقة...... ولعلنا هنا نستذكر قوله صلى الله عليه وسلم عن مصر وأهلها "أنهم في رباط إلى يوم القيامة" .....
من ناحية أخرى فإن أهم عوامل نجاح الثورة في تونس ومصر كان إنحياز الجيش للشعب في نهاية المطاف. وهو ما أجبر زين العابدين بن علي و شبيهه حسني مبارك على التنحي ببساطة ..... ويبقى التنويه بأن إنحياز الجيش للشعب هو مبدأ قد لا يتكرر له نظير في الغالبية العظمى من الدول العربية الأخرى ... وهو ما يجب الإنتباه والإلتفات إليه جيدا والتفكير فيه بتؤده . وتفديره بعقلانية حتى لا تنزلق المعارضة السياسية أو الأقليات االطائفية بل وحتى الأغلبية أحيانا في حمامات دم ساخنة سخية ، لا جدوى ولا طائل من ورائها سوى مزيد من النواح والعويل وسرادق العزاء التي تنصبها على رجالها ونسائها وفلذات أكبادها.
وعلى هذا النحو فقد جاءت الثورة الشعبية الليبية وبالا وخرابا عليها. ولا يشك عاقل أبدا في أن ليبيا إما أن تتحول إلى صومال جديد أو يتغلب القذافي على معارضيه ويتحكم من جديد في معظم الأراضي الليبية إن لم يكن جميعها. ويستمر الحال على ما هو عليه لسنوات قادمة ربما لن تخمد نارها وينطفيء جمرها إلا برحيل القذافي عن الدنيا على يد عزرائيل عليه السلام . فقد أثبت هذا البدوي وراعي الأغنام العنيد أنه صعب المراس فتاك . وأنه ليس بمجنون كما يقال ويشاع بقدر ما يمكن أن يوصف بأنه "نيرون" العرب ، بعد أن هدد معارضيه ومن ينساق وراءهم بأنه سيهدم المعبد على رؤوس الجميع بمن فيهم راسه وسيشعلها نار حمراء وجمر؛ مناشداً مؤيديه بالغناء والرقص خلال كل ذلك.


في الجزائر على سبيل المثال أفلحت قوات الصحراء بحزم منقطع النظير وبطريقة مذهلة في وأد الإنتفاضة المحتملة وإطفاء جذوتها في محلها .. وهو ما يستحق الدراسة والتحليل على إعتبار أنها تمثل جانب معاكس لما جرى في تونس ومصر وحتى ليبيا.
وفي السودان كان لقوات مكافحة الشغب نفس المفعول الجزائري السحري في مواجهة طلاب الجامعات ، ولم نعد نسمع مجرد الهمس.
هناك دول عربية أخرى مثل السعودية علا الخطاب الطائفي على الخطاب السياسي الذي حاول التبشير بإنتفاضة على الطريقة المصرية . فكان أن تحولت التظاهرة التي تنادت بها المعارضة على الفيس بوك لتبدأ من العاصمة الرياض ... تحولت إلى مسيرة تأييد حاشدة للنظام ومخجلة للمعارضة . ولم تخرج مسيرات سوى تلك المئتينية (200 شخص) رفعت شعارات طائفية ومن منطلقات طائفية لأخواننا من المذهب الشيعي الجعفري داخل مدنهم في المنطقة الشرقية بعيدا عن الرياض يطالبون فيها بإتاحة حرية ممارستهم لقناعاتهم المذهبية ... أو على الأقل كان هذا ما رشح على السطح من بين مطالبهم . أما تلك المطالب المتعلقة بالملكية الدستورية والإنتخابات الحرة فقد ذهبت أدراج رياح صحراء الربع الخالي.


في اليمن من جهة أخرى نعلم جميعنا أن الولاءات القبلية ورغبة الجنوب في الإنفصال عن الشمال ، كانا أكبر مثبطين لهمم وحماس شرائح واسعة من المجتمع اليمني العامل بوجه خاص. وربما كان لعدم التفرغ بسبب جلسات القات دورها هي الأخرى في التمديد لعلي عبد الله صالح حتى تاريخه.
في بعض البلدان الخليجية وعلى العكس من مصر وتونس واليمن مثلا . لا يجدي الإضراب والعصيان المدني فتيلا . لأن القوى العاملة الأجنبية هناك هي التي تسود وتتحمل العبء الأعظم في العملية الخدمية والإنتاجية . ولربما أدى إنجراف المواطن نحو الإضراب بهدف تحقيق مطالب سياسية أوطائفية إلى عرقلة رغبات ونوايا حكومات الخليج الصادقة في توطين الوظائف مستقبلا والحفاظ بدلا من ذلك على نسب متوازنة من العمالة الأجنبية إلى جانب العمالة الوطنية تحسبا لما يمكن أن ينتج عنه هذا التوطين إلى ما لا يحمد عقباه إذا توجه مواطنوها للإضراب أو العصيان المدني لاحقا ..
هكذا إذن تتضح الصورة الحقيقية ... وهو ما يفسر لماذا ظلت بقية الأنظمة السياسية الأخرى التي تصاعدت بداخلها إنتفاضات شعبية .. ظلت هذه الأنظمة تتمتع بقوتها ورسوخها وثباتها.


ربما من بين كل هذه الإختلافات والتباينات وأكثر بين الدول العربية فإن الرابط المشترك الأعظم يظل يكمن في عدم تداول السلطة .... والذي أدى بدوره إلى تكوين طبقة متراكمة مزمنة من الفساد المالي والإداري على شاكلة "جبل الجليد" الطافي على سطح المحيط ...... وهو ما يجب على الأنظمة العربية القائمة أن تتداركه بمزيد من الجدية لأنه بات يشكل مدخلا سهلا للإنتقاد والإنفلات.

السبت، 5 مارس 2011

أزياء القذافي الغريبة

أزياء القذافي الغريبة

واضح من قرارات العقيد القذافي وتصرفاته وردود أفعاله أنه لا يعبأ كثيرا بالتشاور مع مستشاريه . وإنما يتصرف وفق ما تمليه عليه نفسه خطأ كان أو صواب .... أو ربما أنه كمثل غيره من الشخصيات الدكتاتورية العربية لا يحسن إنتقاء مستشارين من أصحاب المواهب في كل مجال. كما ولا يستطيع سوى المنافقين والوصوليين من الإحاطة به والإكتفاء بمدحه وإطرائه في الحق والباطل رهبة منه وخوفا على رقابهم ولمجرد إلهائه توطئة لسرقة المال العام ونهب ثروات البلاد تحت حماية ظله الوارف.
ومن ثم فأن العقيد القذافي ؛ وفي سعيه كي يكون زعيم العالم الثالث وفق ما يظن ويعتقد . نراه قد نسي تماما مسألة نمطية الزي من حيث الخامة والموديل واللون التي تعتبر من ابرز المظاهر التي ميزت زعماء مثل عمر المختار وغاندي ونهرو وماوتسي تونغ وجمال عبد الناصر ونكروما (في غانا) .
وبدلا من أن يتخذ العقيد القذافي لنفسه زيا واحدا يميزه ويلتصق ويعرف به مثل ما إنتهج سابقيه من زعماء حقيقيين موهوبين ؛ نجد أن الموهبة قد خانت القذافي هنا فأصبح في أزيائه غريب الأطوار مهرجا أكثر منه فيلسوفا يرغب في إيصال رسالة بعينها أو كاريزميا تعدو خلفه الجماهير.
وإنعكاسا لشخصيته المركبة فقد جاءت أزياء القذافي معقدة مركبة منفرة ، ماعدا زي واحد كان بإمكانه أن يجعله الزي المميز له طوال مسيرته التي إمتدت أكثر من أربعين عام .. ولكنه فوت على نفسه الفرصة أو ربما فاتته الفرصة .


هذا هو الزي الذي كان بإمكان القذافي إلصاقه بسيرته ومسيرته ... ولكن الموهبة خانته مثلما خانت إبنه الساعدي في أن يصبح لاعب كرة قدم موهوب .... وفي هذه الصورة يظهر القذافي بهذا الزي العربي البدوي شيخا بدويا وقورا ملؤه الحكمة والخبرة التي صقلتها الصحراء ..... وإلى جانبه يسير وزير خارجيته عبد الرحمن شلقم ايام الطاعة العمياء والولاء ... ألتقطت هذه الصورة عام 2004م


القذافي خلال مؤتمر القمة الأفريقية الذي عقد في الخرطوم بتاريخ 24/1/2006م


 
خلال إستقباله للرئيس الفرنسي ساركوزي في طرابلس بتاريخ 25/7/2007م الذي جاءت به روائح النفط والغاز إلى ليبيا

 
في زيارة مع زوجته إلى قصر فرساي عام 2007م وقد حرص هنا على إرتداء زي شبيه بأزياء السياح الذين يفدون إلى منطقة الشرق الأوسط بعد أن أضاف إليه غطاء راس منغولي ..... تخيل لو كانت موهبته قد ألهمته إلى إرتداءالشملة العربية الصحراوية ودخل بها هذا القصر الأوروبي العريق.

 
في مابوتو بدولة موزمبيق الأفريقية بتاريخ 10/7/2007م بعيد وصوله لحضور الإجتماع الثاني لقمة الإتحاد الأفريقي . وقد طبع على القميص صورا لبعض الزعماء الأفارقة وخرائط لأفريقيا


أصفر مع ماستردة إرتداها القذافي بتاريخ 2 فبراير 2009م خلال حضوره حفل إفتتاح مؤتمر القمة للإتحاد الأفريقي الذي عقد بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا


بتاريخ 1/9/2009م داخل إحدى القواعد العسكرية في طرابلس خلال إستقباله بعض الرؤساء والضيوف الأفارقة بمناسبة الإحتفال بثورة الفاتح من سبتمبر

 

يمارس هواية الصيد في سهول دولة توجو الأفريقية


خلال مؤتمر صحفي له وقد إرتدى زيا عسكري شبيه بأزياء الكشافة وطبع على صدره صورة لجمال عبد الناصر وأحمد بن بيلا وشخصية ثالثة غير واضحة


ضيف شرف بدعوة من بيرلسكوني خلال قمة الدول الصناعية الثمانية الكبرى التي عقدت في إيطاليا بتاريخ 10/7/2009م . وعلى الرغم من حرص معظم الرؤساء على إرتداء الأزياء االداكنة اللون فقد سارع القذافي إلى المخالفة بإرتداء هذا اللون الأبيض وأن يلتفت في الاتجاه المعاكس كأن حديث صديقه الأوروبي الوحيد بيرلسكوني لا يعنيه.

 
وفي هذه الجلسة الختامية خلال المؤتمر الإقتصادي الموسع الذي عقد في LAquila الإيطالية إختار القذافي هذا الزي الحريري المطرز الشبيه بأزياء ملوك وسلاطين ماليزيا وأندونيسيا وبروناي .... وقد ظهر إلى جانبه "بانكي مون" سكرتير عام الأمم المتحدة وهو يتحسس بيده الزركشات الغريبة التي إمتلآ بها الزي.

قبل سنتين من إنعقاد منتدى ملوك وسلاطين وأمراء وشيوخ القبائل الأفريقية عام 2010م بادر القذافي بإعلان نفسه ملكا لملوك القارة الأفريقية وقد إختار لنفسه هذا الزي وزين رأسه بتاج ذهبي مرصع بالجواهر بعد أن حمل في يده صولجان ذهبي (على حساب ميزانية ليبيا طبعا)

الجمعة، 4 مارس 2011

خـد راحتك .. خليك قذافي

خـُـدْ راحتك ... خليك قذافي

بعد خطاب الرئيس القذافي الشهير الذي كال فيه الشتائم وأقذع الأوصاف لمعارضيه من شعبه فقد بدأ الشارع يتداول عبارة "خـد راحتك .... خليك قذافي". وذلك إشارة إلى الطريقة المهلوسة التي ينتهجها معمر القذافي في الحديث دونما إتيكيت ولا حدود أو ضابط لوقع كلمات ما ينطق به..... وفي هذا السياق فقد وصف معمر القذافي ثلثي شعبه بأنهم جراثيم ومقملين ... وعلى الرغم من التناقض الواضح في وصف القذافي هذا بأنهم "جراثيم" ثم "مقملين" وبما يجعلنا نتساءل كيف تركب القملة في الجرثومة ؟
ربما لايعلم القذافي أن الجرثومة هي مخلوق مجهري لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ومن ثم فهو من الدقة بمكان .... في حين أن القملة وقياسا إلى الجرثومة تعتبر عملاقا بحجم الغوريلا الأسطوري "كينج كونج" مقارنة ببعوضة منزلية صغيرة.
ثم أن وصفه لخصومه من أبناء شعبه الليبيين بأنهم "مقمّلين" إنما هو خنجر يرتد على صدره بالضرورة ، لأن "القمل" يكون مصاحبا للإتساخ الشديد وعدم الإستحمام . وهو بوجه عام رفيق الفقراء والمعدمين الذين يسكنون في البدروم ولا تدخل بيوتهم شمسا ولا ضوءا . ولا يمتلكون ثمن الصابونة ناهيك عن مرافق الإستحمام وملحقاته من ليف وبشكير وشامبوهات ومطهرات ومعقمات .... وبالتالي يكون القذافي هو المسئول الأول عن تقميل ثلثي شعبه . وذلك من منطلق كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ... ولو كان القذافي عادلا ويهتم برخاء شعبه لحرص على توفير رغد العيش الكريم لهم وبناء وتوزيع المساكن الصحية لهم من دخل البترول الليبي الغزير . وعلى نحو يجعلهم بمنأى عن الإتساخ والتقميل.
 

ثلاثة أرباع شعبي مقملين واللي ورايا هادولي أكيد مقملين ... اروح فين .. اروح فين من المقملين ياربي؟

ولا يتوقف أمر الشتائم عند لسان القذافي الأب وحده . بل يشاركه ولده سيف الإسلام في كيل السباب وأقذع الأوصاف حين يصف هؤلاء المعارضون بـ "الزبالة".
ومن ثم فإنك حين تضع "القملة" و "الجراثيم" فوق "الزبالة" وعلى لسان زعيم البلد وإبنه ؛ فلك أن تتصور المآل الذي أوصل إليه القذافي ليبيا والشعب الليبي.

الأربعاء، 2 مارس 2011

أسرار ثورة الإعلامي محمود سعد

أسرار ثورة الإعلامي محمود سعـد


ياما تحت الساهي دواهي

الإعلامي اللامع محمود سعد الذي أشتهر بمحاوراته التلفزيونية الجادة المتنوعة الخفيفة على القلب والشرايين. ولاسيما برنامجه الحواري الأشهر "على الورق" ... والذي كان قد خرج إلى ثوار 25 يناير والعالم العربي بما يفيد أنه تم إيقافه عن العمل في التلفزيون الرسمي بسبب موقفه المؤيد للمطالب المشروعة للثوار ؛ قبل أن ينضم قلبا وقالبا للأصوات المنادية على عينك يا تاجر بتنحي حسني مبارك وتغيير النظام السياسي السائد جملة وتفصيلا ....
الإعلامي محمد سعد الذي حمله الشباب الثائر في ميدان التحرير على الأكتاف ؛ وحملوه في الشبكة العنكبوتية على رؤوس المدونات وساحات المنتديات ، ونحتوا له التماثيل وأقاموا الهياكل. وشيدوا لأجله المعابد والأهرامات وذبحوا بإسمه على النصب القرابين . .... هذا الإعلامي اللامع تسربت في حقه مؤخرا أنباء وحقائق مثيرة من جانب فلول مراكز قوى الحزب الوطني البائد التي لا تزال عالقة بين حنايا الماكينة الإعلامية المصرية الحكومية والخاصة ، تفضح الأسباب الحقيقية التي دفعت به لإتخاذ مواقفه البطولية المناصرة والمؤيدة للثورة.
ولا نشك في أن الكثير من الأسرار ومكتوم الأخبار عن الحقائق سيماط عنها اللثام بين الحين والآخر من جانب هذا الفريق أو ذاك ... وعلى طريقة "عليّ وعلى أعدائي يارب" .... و "لاتعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك".
وفي هذا الإتجاه يقول هؤلاء العالقون في مهب رياح الثورة أن السبب الحقيقي لما أشير إليه أعلاه من مواقف عنترية ؛ هو أن محمود سعد كان يتقاضى راتبا يصل إلى 9 ملايين جنيه سنويا بالتمام والكمال من التلفزيون المصري. ولكنه تم تخفيضه إلى مليون و900 ألف جنيه بعد إنتهاء فترة عقد التسعة مليون جنيه . وهو ما دفع محمود سعد إلى الغضب والإحتجاج داخل أروقة الإدارة في مبنى ماسبيرو ودهاليز المقر الرئيسي للحزب الوطني الحاكم ، ولدى مدير مكتب جمال مبارك ؛ قبل اليأس والتعب والتوقف عن العمل في صمت وعلى مضض.

 

مصر النهارده غير إمبارح يا محمود بيه

ولحسن حظ محمود سعد ، أو كما يقول المثل (أديني حظ وأرميني البحر) .. فقد صاحب فسخ عقده مع التلفزيون إندلاع شرارة الثورة المصرية . فسارع محمود سعد إلى تبني رسالتها والدفاع عن مطالبها من باب " وأكيدُ كيدَا " ...... و " عُـضّ قلبي ولا تعـُضّ رغيفي" ....
هذا كل ما في الأمر ، وكان الله يحب المحسنين .... وآه يا قلبي من طيبة قلب الشعب العربي !!