الجمعة، 26 أغسطس 2011

الأسـد والدومـري

الأسـد والدومري


 شكّـل الإعتداء الجبان الذي تعرض له رسام الكاريكاتير السوري العالمي الشهير "علي فرزات" صاحب جريدة "الدومري" الساخرة علامة بارزة تؤكد ما وصل إليه نظام بشار الأسد المتهالك من إفلاس وتدني .
الإعتداء جاء عقب رسم كاريكاتوري لبشار الأسد وهو يستوقف سيارة يقودها الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ويطلب منه السماح له بركوب السيارة إلى جانبه ....
 
واقع الأمر أن نظام بشار الأسد زائل زائل لا محالة .. وأن كل من يراهن على بقاء وإستمرار هذا النظام هو إما منتفع يرغب في كسب الوقت للفراغ من تقفيل دفاتر حساباته والخروج بأقل الخسائر .. أو أبله لا يعرف الفرق بين الوجه والقفا ؛ وطعم شوربة ذيــل التيس من حساء كوارع الخروف....
المثير للشفقة على هذا النظام المفلس أن بلطجيته (الشبيحة حاولوا معاقبة وجه ويدي وأصابع الرسام والفنان الكبير ....
ولأنهم جبناء في الأصل فهم يظنون أن الردح والشتائم الممجوجة والتخويف بالأقوال أو الأفعال . والتهديد بالتصفية تكفي لإسكات صوت الحق.

الفنان علي فرزات (65 سنة) في سرير المستشفى يتلقى العلاج

 هكذا إذن يكون تعامل اليائس المغرور مع خصومه وبهذه السطحية البليدة المغموسة في ظلام الجهل وممارسة العنف والتهديد به حيلة العاجز البائس الذي لا يريد أن يسمع سوى صدى أكاذيبه ومزاعمه التي يرددها لسانه . ولا يرغب سوى في سماع منافقيه والضاحكين عليه بأوهام الزعامة ؛ ولا يحب سوى مشاهدة الراقصين كالقرود حول منبره الخطابي المهجور.
ظنوا أن المسألة هي تكسير أصابع وينتهي الأمر .... أصابع حرة نزيهة يلتقط بها الفنان المبدع قلمه أو ريشته ليخط بها ويرسم الحقائق ويتنبأ بواقع آت ولا جدال .... مثل هكذا أصابع لن تكون في يوم من الدهر حبيسة الخوف أو الجبص واللفافات والضمادات الطبية.
 على أية حال . نقول لفناننا المبدع الكبير كلنا معك وإلى جانبك ... وهاهي كلمة الحق التي قلتها في حق وموقف بشار الأسد قد خرجت من بين أصابعك ويتنقل صداها مدويا في أصقاع دول العالم الأول والثاني والثالث ، وباتت هذه الرسمة مقالة الحق وأنشودة البشارة بالنصر وصدق النبوءة التي لا يسعها إلا التحقق على أرض الواقع عما قريب في سوريا الصمود على يد شعبها الثائر في وجه الظلم والقهر والتحكم والإستبداد.

واهم من يظن أن سجن الشعب خلف الأسوار وتغليق الأبواب وإستحضار المرتزقة القتلة من إيران ولبنان سيحفظ له نظامه المتهاوي .. ولو كان الأمر يجدي لأجدى في الحالة الليبية ....

واهم من يظن أن إلهاء الشعب بإهتمامات جانبية من قبيل لعبة كرة القدم يكفي لفتح المجال واسعا أمامه كي يلهو ويلعب ويعربد كيف يشاء ... ولو كان الأمر يجدي لأجدى في حالة جمال مبارك ووالده الحاكم الفرعون.

..... غدا تنطلق الزغاريد مثلما إنطلقت في بنغازي وطرابلس وما بينهما. وسيقف بشار الأسد على قارعة الطريق بلا حقائب يستوقف سيارة العقيد الهارب.

 

السبت، 20 أغسطس 2011

مسرحية التفجيرات العراقية

مسرحية تفجيرات العراق

أصبح العراق والعراقيون ساحة وملطشة للمماحكات الطائفية أولا والسياسية ثانيا .... يخرج علينا رئيس وزرائه (عاشق السلطة) والمتشبث يها بقرار يؤجل رحيل القوات الأمريكية من أرض العراق على قدر ما يستطيع ؛ وهو يضع يده في قلبه خوفا من تنامي القاعدة والتيار السني المسلح في حالة خروج الغزاة الأمريكان .
وفي الجهة المقابلة يخرج علينا مقتدى الصدر بتصريحاته وبياناته وخطبه النارية (أقول النارية فقط) مطالبة برحيل كل الجنود وتعلن رفضها القاطع لأية تواجد عسكري أمريكي بكافة أشكاله ومبرراته .....
كلاهما نوري المالكي و مقتدى الصدر غير صادقان ..... أو بعبارة أدق يظل المالكي كاذب ومقتدى الصدر غير صادق لآنه ببساطة لا يمتلك حرية وقدرات وآلية تطبيق الأقوال إلى أعمال.
المالكي يزعم أن هناك حاجة لتواجد أمريكي على هيئة مدربين للجيش العراقي .... والشاهد أن لا جيش عراقي موجود على النحو المعروف في العالم العربي فضلا عن العالم الثاني والثالث ؛ وإنما محض جمهــرة كـشّافــة طائفية تتدرج عددا وعدة وضباط وأنفار وفق محاصصة طائفية درج عليها المالكي وأساء لعبتها إلى أبعد الحدود.
مقتدى الصدر من حوزته ندرك جميعا أنه ليس بجاد ولا قادر على إطلاق زجاجة مولوتوف تجاه القوات الأمريكية فضلا عن إطلاق رصاصة أو دانة مدفع. وهو يَهـِيج ويُهيّج أتباعه ويفور ويفورون كلاما وصراخا ثم ما يلبث ويلبثون إلى ممارسة نزعات الهدوء والسكينة كأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في أعينهم ؛ متى ما كشر لهم الأمريكان ومن وراء ظهورهم المالكي عن أنيابهم . وأتبعوا الأقوال بالأفعال على هيئة إنفجار مفخخة أو مفخخات (حسب الحاجة) وسط تجمعات طائفة الشيعة أو على مرمى حجر من أماكن تواجدهم . فتصل الرسالة سريعا إلى كافة من يعارض بقاء الكثير أو النذر اليسير من القوات الأمريكية التي عادة ما تحتاج كل كتيبة منها إلى كتيبة أخرى مساندة . وهذه المساندة تحتاج إلى أخرى مساعدة ولوجستية ودعم وحماية ... وهكذا دواليك حتى تفاجأ بأن الذي تبقى بعد كل إعلان بالإنسحاب عبارة عن جيش أمريكي صغير هو بمقاييس وقدرات التسليح التكنولوجية والجاهزية القتالية بموازاة جيوش 22 دولة عربية مجتمعة .....
وفي الأسبوع الماضي وتحديدا يوم 15/8/2011م ؛ تكرر سيناريو التفخيخات والتفجيرات الذي إعتدنا عليه كلما احتاج المالكي لتمرير قرار أمني أو تواجد أمريكي في بلاده
إنفجرت السيارات المفخخة في أكثر من 12 مدينة عراقية تم إختيارها بدقة (حكومية) منقطعة النظير كي تحدث الأثر النفسي المطلوب من الذعر والخوف. وتجعل من أمر بقاء القوات الأمريكية مسألة حياة أو موت ومنى القلب وقرة العين .......
وصل عدد القتلى إلى ستين (60) ولا يعلم عدد الجرحى سوى الله .... والحصيلة لا تهم . فدماء المواطن العراقي تظل رخيصة لأجل عيون المالكي وبقاء فرقة المالكي الطائفية والتخت الإقتصادي الإرتزاقي على سدة الحكم ومقابض الثروة والنفوذ بلا منازع ولا مشاطر ولا مهدد .... ويستمر مسلسل سرقة النفط العراقي والمعدن العراقي وربما حتى التمر والكباب العراقي إلى مالا نهاية . فقد جاع البعض من معارضي صدام حسين في المنفى وتشردوا طوال فترة حكمه الطويلة حتى بات لا يشبعهم حصاد السواد ولا يروي ظمأهم ماء دجلة والفرات . ولا يملأ أعينهم ملء الأرض ذهبا ، ولا تهديء روعاتهم ولاتذهب مخاوفهم سوى كتائب القوات الأمريكية صاحبة العضلات المفتولة دائما ..... وأما المتهم الأول والأخير فهو على طول الخط القاعدة سواء أكانت نائمة أو غائبة.

 

الكـــوت 15 أغسطس ... وخيال مآتــة


الكوت 15 أغسطس .. والبحث عن فبركة ضائعة


النجف ... 15 أغسطس .. والله مفيش حد منهم فاهم حاجة


بغداد  15 أغسطس خبير عراقي جالس يعاين وجندي أمريكي واقف يراقب .. لماذا الحاجة إذن لخبراء أمريكان؟


كربـلاء 15 أغسطس .. حراسة منظر


من ضحايا الكوت .. 15 أغسطس ... دم عربي رخيص دائما


ودم عربي آخر من النجف 15 أغسطس


كركوك 15 أغسطس .. صايمين يا هـووو خلونا نمشي نفطر..... ماكو سالفة


كنيسة في كركوك .. 15 أغسطس .... لتعزيز  توجيه أصابع الإتهام نحو القاعدة الغائبة 

الجمعة، 19 أغسطس 2011

عقدة بشـار الأسـد

عـقـدة بشــار الأســـــد

 
بـشـكــار الإســـــد
بشار الأسد في تعامله الغريب من نوعه مع شعبه الأعزل ؛ يبدو وكأنه ليس مواطن سوري في الأصل ينتمي لأرضه ، ويحن إلى شركائه في المواطنة من أبناء سوريا ، ويعطف عليهم مثله مثل كل شخص عادي ناهيك عن رئيس دولة ....
ويتضح الآن أن بشار الأسد الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب؛ في حاجة إلى كتيبة من أطباء الأمراض النفسية بعد أن بدأ في أسلوب تعامله الغير سوي الذي أذهل العالم ولا يزال يثير سخطه وإشمئزازه ... بدا وكأنه طفل في الثالثة من العمر تلقى في عيد ميلاده هدية من أبيه عبارة عن مجموعة من الدمى البلاستيكية على هيئة بشر. وبعض الألعاب الأخرى على هيئة دبابات وطائرات ومصفحات وزوارق حربية ورشاشات وطلقات وعساكر خشبية . فجعل يلعب بها ويضرب هؤلاء بأولئك على نحو بات فيه أقل الناس حياء يصنف بن علي ومعمر القذافي وحسني مبارك في خانة الملائكة عند مقارنتهم به.
بشار الأسد (بعد أن تم إختياره للخلافة عقب مقتل باسل الأسد) يجلس إلى جوار والده في محفلٍ عام وعلامات الضيق والتبرم من أنه ليس سوى (بدل فاقد) تسيطر على وجهه .... إحساس طبيعي

ولاشك أن إحساس بشار الأسد أنه لم يكن الأفضل عند أبيه ؛ وأن شقيقه باسل الأسد هو الذي كان يعده والده لخلافته على "عرش" سوريا . لاشك أن هذا الإحساس يَـحِـزّ كثيرا في نفسـه.
كان باسل الأســـد شخصية مختلفة تماما ويعد بمستقبل واعد لسوريا في حالة خلافته لوالده . ولكن ميوله وأفكاره الإسلامية وحفظه للقرآن الكريم وإرتباطاته بأهل السـنة ونظافة يـده لم تعجب الكثيرين من مافيا السياسة والمصالح الإقتصادية في سوريا ؛ وأخافت إسرائيل وإيــران الطائفية وربيبها حزب الله اللبناني على صعيد واحد. فكــان ذلك كافيــا لتدبير حادثة إغتيالــه ....

باســـل الأســـد .... كاريزما واضحة

وعن باسل الأسد قال والده حافظ ينعيه لشعبه: - «إنه يحمل في شخصه الكثير من المواهب والقدرات والصفات التي برزت فيه منذ طفولته، ونمت مع الزمن، وبلغت مرحلة متقدمة من النضج والرسوخ والوضوح».
ثم يتابع قائلاً: «كان باسل محباً لأقرانه وأصدقائه ومواطنيه، ومن هنا أيضاً كان تفاؤله وثقته بمستقبل الوطن، ومستقبل الشعب، فأحب الخير وخدمة الناس والمصلحة العامة».
........
عليه فإنه يمكن القول أنـه لولا وفاة باسل الأسد المفاجئة على إثر تعرضه لحادث مروري (مدبّـر) وهو في طريقه إلى المطار ... أقول لولا ذلك لما بزغ نجم بشار وما كانت الحاجة إليه ؛ ولما كانت الرئاسة السورية قد جاءت إليه مضطرة تجرجر أذيال خيبتها على مضض ولسان حالها يردد جهرا في وجهه : "ليس بالإمكان أفضل مما كان" .... و "مجبور أبــاك لا بطـل" .
لاشك أن هذه الحقائق كانت ولا تزال تسيطر كالكابوس والوسواس القهري على عقل ونفسية بشار الأسد وتدفعه دفعا كالعاصفة الهوجاء للتصرف بمثل ماهو جاري من حصاد تتري بربري عشوائي تجاه أبناء شعبه العُـزّل؛ وبما لا يصدقه عقل. كأنه ينتقم لنفسه ويغطي مكامن النقص فيه من أنه خلف والده "ســد طــلــب" و " بــدل فــاقـد" ليس إلا ....
نرى بشار الأسد يتصرف بجنون من يريد أن ينفض يديه من كل أسباب وجوده. وكأنّ غضباً وإحساساً مكبوتا بالضيم والمهانة والدونية قد إنفجر كالبركان من أعماقه. ولسان حاله يردد " كفاية تقليلا لقيمتي .... اللي فيني مكفيني".
دخل بشار الأسد تاريخ سـوريا إذن ولكن من أضيق وأشأم أبوابه. وسيكون له في مستقبل السنوات بضعة سطور في كتب التاريخ السوري المدرسية تصنفه سفـّاحاً متعطشـا لسـفك الدمـاء إلى جوار الحجّاج وتيمور لنك وجمال باشا الجزار على أقل تقدير.
جمال باشا الجزار يقف في وسط الصورة بزيه التركي الأتاتوركي . وخلفه زعماء عشائر جنوب العراق .... يبدو الفرق بينه وبين بشار في الطـــول فقط

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

فـِـجْــل يا كـــلاب

فِجْــلِْ يا كـــلاب


حسني مبارك خلال الجلسة الثانية لمحاكمته

كانت مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952م تحكمها أسرة محمد علي أغا الألبانية التي تدين بالولاء والتبعية الإسمية للباب العالي في تركيا . وكان إسم "محمد علي أغا" حسب النطق الأصلي بالألبانية هو "ميهمات علي" ولكنه حوّل نطقه رسميا إلى "محمد علي" للضحك على دقون المصريين والسودانيين وأهل الشام ونجـدٍ والحجاز .
استمر حكم أسرة "ميهمات علي أغا" المباشر لمصر مدة 147 سنة . وقد إستغل أمراء هذه الأسرة والباشوات الأتراك مصر وشعبها وامتصوا دمائه وسرقوا خيراته وجرعوه كؤوس الحسرة والذل والهوان وأجبروا الفلاحين في الأرياف على العمل في مزارعهم وبساتينهم بالسخرة أو بشبع البطن في أفضل الأحوال ....
وبعد أن ألغت ثورة 23 يوليو 1952م المصرية نظام الحكم الملكي وما كان مرتبط به من مخصصات وإمتيازات الأمراء والباشوات الأتراك وأعادت السلطة والثروة للشعب . أفلس جراء ذلك هؤلاء الباشوات ممن ظل مقيما في مصر فبدأوا يبيعون ممتلكاتهم الشخصية لتغطية منصرفاتهم .. وكان من بين هؤلاء أحد الباشوات الأتراك المستمصرين ضاقت به الحال وسدت في وجهه الأبواب واستحال فجره إلى ظلمات . فذهب إلى السوق ليمارس التجارة عل وعسى ؛ فلم يجد من فرصة سوى أن يبيع الفجل فأخذ قفة منه وفرشها في ميدان العتبة .
تعرف عليه العامة من المصريين من لهجته وملابسه وملامحه فتحاشوا الإقتراب منه والشراء . فغلبته نفسه وغروره . فأخذ يصيح وينادي على بضاعته بصوت جهوري مرتفع يخاطب به المصريين:
- فـِجْـــل يا كــلاب.
.................

"حُـسني يا كــلاب"
نفس المنظر والقناعات والمناداة على بضاعتها الرخيصة بعنجهية الباشا التركي أعلاه ؛ نراها قد تكررت أمس ترفع صور حسني مبارك تنادي عليه المصريين :
- "حُسني يا كلاب"
ومع فارق بسيط وهو أنها تجيء هذه المرة على يد ولسان حفنة من الشباب الموتور المفلس من أعضاء الحزب الوطني البائد المحظور الذين تجمعت شرذمة تعد على أصابع اليد منهم تمارس الإحتجاج خارج أسوار أكاديمية الشرطة بضواحي القاهرة أثناء جلسة محاكمة الفرعون حسني مبارك والفراعنة الصغار الآخرين ..... يمارسون إحتجاج مثير للشفقة وهم لا يكادون يصدقون أو يكيفون عقولهم مع ما جرى عقب ثورة 25 يناير..... أو كأنّ ما جرى ليس سوى كابوس بعد وجبة عشاء دسمة يكفي معالجتها بشرب ملح فـوّار ليعود الحال على أفضل ما يكون.
(حُـسني يا كــلاب)

لا يصدق هؤلاء المصنفون ضمن قوائم المحظوظين في عهد النظام البائد أن الفرعون ونظامه بأكمله قد زالا وإلى الأبد .. وأن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء . وأن لكل زمان رجاله وواقعه ومعطياته...... هكذا الحال ولا يزال وسيظل كلما سقط نظام سياسي ونشأ آخر مكانه ؛ وأن دوام الحال من المحال. ولو دامت لغيرك ما جاءت إليك...... ومن ثم فلا سبيل أمامهم لبيع بضاعتهم الكاسدة للشعب المصري عبر الصراخ عليها " حسني يا كلاب".
نشاهد هؤلاء الطفيليين الذين إرتبطت مصالحهم بالنظام القائم والحزب الوطني الحاكم من خلال الصور الفوتوغرافية يختلفون بالفعل عن غيرهم من عامة الشباب المصري العاطل المقهور .. فهم لا تزال آثار النعمة والبحبوحة بادية على وجوههم وأزيائهم جراء إلتصاقهم وخدمتهم للفراعنة وباشوات الحزب الوطني البائد ومليارديراته وأجهزة مخابراته وقمعه ... عاشوا في ظلال هؤلاء على إلتقاط الفتات نعم .... ولكنه كان فـتاتا كفيلا بأن يجعلهم يمتلكون الشقق الفاخرة والسيارات الفارهة ، وينامون ملء جفونهم شبعى البطون وقد ذهب الظمأ وابتلت العروق ؛ في حين لا يمتلك أمثالهم من عامة شباب مصر الشرفاء ما يسد الرمق ويستر من ثياب أو مجرد سرير متهالك داخل حجرة منزوية ضيقة.

فشلت قناعات "فجل يا كلاب" ولم يشتري أحد حسني مبارك فبدأ تبادل الرشق بالحجارة بين الثوار أعلاه وباعة حسني مبارك أدناه 



وبقيت الشرطة خلال التراشق في خدمــة نفسها بعد أن كانت في خدمة الشعب


وكان لابد للحق أن ينتصر في النهاية ... فانسحب ياعة حسني مبارك سريعا من الساحة غير مأسوفٍ عليهم . وأعلن شياب 25 يناير النصر على طريقة المصارعة الأمريكية الحرة

الخميس، 11 أغسطس 2011

صور طريفة من شغب لندن

صور طريفة من شغب لندن

حلقة (1)

هواة التصوير ومحترفيه على مذاهب شتى من جهة الإهتمام بالحدث وإبراز جوانبه المتعددة . وقد إختار البعض من المصورين التركيز على هذه اللقطات الطريفة من بين كل ما يجري من شغب ونهب في لندن.

 

الله .. كلكم علي ؟ كده حاضطر أجـري .. ما تفضحونيش في عصر المعلوماتية


سرقات طفولية


الرقص مع المسروقات


اللص والكلاب


إتـلـمّـت الدُمَــى على اللصوص


تابي تابيز والناس


حنبيعها لأهـل الشرق .... بأسعار صنع في بريطانيا


حنعمل فرقة جـاز نكسر بيها الدنيا


نهب القطط


سرقة ماعليك بيها .. يا أخي قالوا في الأمثال "إن سرقت أسرق جمل"


هي ضيقة كده ليه ؟


إركب يا عم ... يمكن يطير بيك لدنيا أفضـل


الجريمة لابساك على الآخـر


اللص العبيط ... مصمم على الإحتفاظ بدليل إدانته 


شكلها كده ما منها فائدة


راح قالع بنطلون الراجل   


الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

مصعب صعب: الهنـود والنـمـر

مصعب صعب: الهنـود والنـمـر: "الهنود والنمـر من كثر تواجد الهنود بين ظهرانينا وداخل بيوتنا وغلبتهم على أمرنا في بعض جهاتنا ؛ فإننا نكاد نحسبهم أبناء عمومة لنا .... ولا ي..."

الهنـود والنـمـر

الهنود والنمـر

من كثر تواجد الهنود بين ظهرانينا وداخل بيوتنا وغلبتهم على أمرنا في بعض جهاتنا ؛ فإننا نكاد نحسبهم أبناء عمومة لنا .... ولا يخفي البعض من العرب حقيقة أنه يُعَوّلُ عليهم في كل كبيرة وصغيرة من مناحي حياتهم وأنشطتهم .. ولا ندري هل إتكائنا عليهم جالب للمنفعة أم للخسران المبين حاضرا ومستقبلا ؟ وهل هم أهل لهذا الإتكاء المزمن؟ أم أننا نتكيء على حائط مائل لا يتماسك على نفسه في الملمات والخطوب والمحن ولحظات الحقيقة ؛ فينهار ويرمينا مكوّمين من فوقه أو يدفننا مبطوحين تحت أنقاضه؟
بتاريخ 19 يوليو 2011م تناقلت الأنباء صور هجوم لنمر هائج على قرية "براكاش ناجار" قرب سالوقارا في الهند . هشم النمر خلال هجومه عظام ورؤوس العديد من أهالي تلك القرية الصغيرة البسطاء . ثم وبعد أن تمت الإستعانة بقوات حرس الغابات المسلحة تمادى النمر في جبروته ؛ وفعل بهؤلاء الحراس النظاميين الأفاعيل ولعب بهم كرة القدم كما يقولون.


قبيل الإنقضاض على ظهر أحد الحراس بلحظة


بعد أن إنقض على ظهر هذا الحارس البائس ؛ نرى زملائه يتفرجون وقد تجمدت أطرافهم على السلاح الذي يحملونه في أيديهم ، في حين قفز حارس آخر (على اليسار) ليتعلق بزوايا عامود أسمنتي ولسان حاله يردد :- "دعــــونـي أعـيــش"


لحظـــة الحقيقـــة وإختبار المعدن النفيس ...... حالة تسلق "عسكرية" و "مدنية" هندية عامة للأعمدة الخرسانية في هذا المبنى الغير مكتمل . في الوقت الذي لا يزال فيه آخرون ممسكين ببنادقهم وقد تملكهم الذعر والخوف على أنفسهم فنسوا أنهم يحملون سلاحا .


في الهند ومن فرط الكثرة والزحام لا يضنيك البحث عن جمهور ومتفرجين . ولكن الجمهور هنا نراه قد تسلق الحوائط والسقوف ضمانا للسلامة ؛ وآخر إحتكر لنفسه نافذة حصينة على الأرض وقف يتفرج خلف قضبانها الحديدية وهو يتراجف بين الشك واليقين من إحتمالات مخالب تمتد لتجرح  أو أنياب تصر على الدخول بين القضبان .


بعد أن رمى بضحيته عاد ليتحرش بالحارس الذي رأيناه في الصورة الأولى يتسلق العامود الخرساني . ونرى النمر هنا وهو يعض بأنيابه على ماسورة البندقية التي يحملها الحارس الذي عاش في تلك اللحظات حالة لايحسد عليها من الخوف والهلع.


أخيرا تذكر الحراس بعد فوات الأوان أن بنادقهم محشوة برصاص مهديء يفقد الحيوانات وعيها فترة . وما أن سمع النمر صوت إطلاق النار حتى أعطاهم مؤخرته وولى الأدبار .. ولكن إلى حين .


يبدو أن مفعول الرصاص المهديء ليس سريعا كمثيله في الدول المتطورة . ونرى النمر هنا لا يزال متمتعا بكامل وعيه ، وهو يعاين مكانا مناسبا لهبوطه على الأرض من أعلى الجدار


يافـــكــيك ..... أحد حراس الغابة يطلق ساقيه للريح حافي الأقدام وقد تخلى عن سلاحه وزملائه دون خجل من صيد الكاميرا ودون أن يخفي حاجته للبكاء وسكب الدموع من شدة الخوف ... ولسان حاله يردد: "جبـان حـي خيـرٌ من شجاع ميت"....... هرب صاحبنا في المقدمة وترك خلفه سيركا وفيلما هنديا من شاكلة المضحك المبكي ... برك إثنين من حراس الغابة هلعا على الأرض رغم أن السلاح الناري لا يزال في أيديهم . فتسلق النمر ظهر أحدهم ووقف يهاجم الثالث الذي سبقهم باللجوء هربا إلى سقف السيارة.


أخيراً سرى مفعول الرصاص المهديء في جسد النمر الهائج فانهار فاقدا للوعي . واغتنمت الجماهير الساخطة الفرصة لتنهال عليه طعنا بالخناجر وضربا بالعصي والهراوات ورشقا بالحجارة مما أدى لموته بعد ساعات في داخل إحدى العيادات البيطرية الحكومية على أطراف الغابة.