الجمعة، 26 أغسطس 2011

الأسـد والدومـري

الأسـد والدومري


 شكّـل الإعتداء الجبان الذي تعرض له رسام الكاريكاتير السوري العالمي الشهير "علي فرزات" صاحب جريدة "الدومري" الساخرة علامة بارزة تؤكد ما وصل إليه نظام بشار الأسد المتهالك من إفلاس وتدني .
الإعتداء جاء عقب رسم كاريكاتوري لبشار الأسد وهو يستوقف سيارة يقودها الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ويطلب منه السماح له بركوب السيارة إلى جانبه ....
 
واقع الأمر أن نظام بشار الأسد زائل زائل لا محالة .. وأن كل من يراهن على بقاء وإستمرار هذا النظام هو إما منتفع يرغب في كسب الوقت للفراغ من تقفيل دفاتر حساباته والخروج بأقل الخسائر .. أو أبله لا يعرف الفرق بين الوجه والقفا ؛ وطعم شوربة ذيــل التيس من حساء كوارع الخروف....
المثير للشفقة على هذا النظام المفلس أن بلطجيته (الشبيحة حاولوا معاقبة وجه ويدي وأصابع الرسام والفنان الكبير ....
ولأنهم جبناء في الأصل فهم يظنون أن الردح والشتائم الممجوجة والتخويف بالأقوال أو الأفعال . والتهديد بالتصفية تكفي لإسكات صوت الحق.

الفنان علي فرزات (65 سنة) في سرير المستشفى يتلقى العلاج

 هكذا إذن يكون تعامل اليائس المغرور مع خصومه وبهذه السطحية البليدة المغموسة في ظلام الجهل وممارسة العنف والتهديد به حيلة العاجز البائس الذي لا يريد أن يسمع سوى صدى أكاذيبه ومزاعمه التي يرددها لسانه . ولا يرغب سوى في سماع منافقيه والضاحكين عليه بأوهام الزعامة ؛ ولا يحب سوى مشاهدة الراقصين كالقرود حول منبره الخطابي المهجور.
ظنوا أن المسألة هي تكسير أصابع وينتهي الأمر .... أصابع حرة نزيهة يلتقط بها الفنان المبدع قلمه أو ريشته ليخط بها ويرسم الحقائق ويتنبأ بواقع آت ولا جدال .... مثل هكذا أصابع لن تكون في يوم من الدهر حبيسة الخوف أو الجبص واللفافات والضمادات الطبية.
 على أية حال . نقول لفناننا المبدع الكبير كلنا معك وإلى جانبك ... وهاهي كلمة الحق التي قلتها في حق وموقف بشار الأسد قد خرجت من بين أصابعك ويتنقل صداها مدويا في أصقاع دول العالم الأول والثاني والثالث ، وباتت هذه الرسمة مقالة الحق وأنشودة البشارة بالنصر وصدق النبوءة التي لا يسعها إلا التحقق على أرض الواقع عما قريب في سوريا الصمود على يد شعبها الثائر في وجه الظلم والقهر والتحكم والإستبداد.

واهم من يظن أن سجن الشعب خلف الأسوار وتغليق الأبواب وإستحضار المرتزقة القتلة من إيران ولبنان سيحفظ له نظامه المتهاوي .. ولو كان الأمر يجدي لأجدى في الحالة الليبية ....

واهم من يظن أن إلهاء الشعب بإهتمامات جانبية من قبيل لعبة كرة القدم يكفي لفتح المجال واسعا أمامه كي يلهو ويلعب ويعربد كيف يشاء ... ولو كان الأمر يجدي لأجدى في حالة جمال مبارك ووالده الحاكم الفرعون.

..... غدا تنطلق الزغاريد مثلما إنطلقت في بنغازي وطرابلس وما بينهما. وسيقف بشار الأسد على قارعة الطريق بلا حقائب يستوقف سيارة العقيد الهارب.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق