الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

الهنـود والنـمـر

الهنود والنمـر

من كثر تواجد الهنود بين ظهرانينا وداخل بيوتنا وغلبتهم على أمرنا في بعض جهاتنا ؛ فإننا نكاد نحسبهم أبناء عمومة لنا .... ولا يخفي البعض من العرب حقيقة أنه يُعَوّلُ عليهم في كل كبيرة وصغيرة من مناحي حياتهم وأنشطتهم .. ولا ندري هل إتكائنا عليهم جالب للمنفعة أم للخسران المبين حاضرا ومستقبلا ؟ وهل هم أهل لهذا الإتكاء المزمن؟ أم أننا نتكيء على حائط مائل لا يتماسك على نفسه في الملمات والخطوب والمحن ولحظات الحقيقة ؛ فينهار ويرمينا مكوّمين من فوقه أو يدفننا مبطوحين تحت أنقاضه؟
بتاريخ 19 يوليو 2011م تناقلت الأنباء صور هجوم لنمر هائج على قرية "براكاش ناجار" قرب سالوقارا في الهند . هشم النمر خلال هجومه عظام ورؤوس العديد من أهالي تلك القرية الصغيرة البسطاء . ثم وبعد أن تمت الإستعانة بقوات حرس الغابات المسلحة تمادى النمر في جبروته ؛ وفعل بهؤلاء الحراس النظاميين الأفاعيل ولعب بهم كرة القدم كما يقولون.


قبيل الإنقضاض على ظهر أحد الحراس بلحظة


بعد أن إنقض على ظهر هذا الحارس البائس ؛ نرى زملائه يتفرجون وقد تجمدت أطرافهم على السلاح الذي يحملونه في أيديهم ، في حين قفز حارس آخر (على اليسار) ليتعلق بزوايا عامود أسمنتي ولسان حاله يردد :- "دعــــونـي أعـيــش"


لحظـــة الحقيقـــة وإختبار المعدن النفيس ...... حالة تسلق "عسكرية" و "مدنية" هندية عامة للأعمدة الخرسانية في هذا المبنى الغير مكتمل . في الوقت الذي لا يزال فيه آخرون ممسكين ببنادقهم وقد تملكهم الذعر والخوف على أنفسهم فنسوا أنهم يحملون سلاحا .


في الهند ومن فرط الكثرة والزحام لا يضنيك البحث عن جمهور ومتفرجين . ولكن الجمهور هنا نراه قد تسلق الحوائط والسقوف ضمانا للسلامة ؛ وآخر إحتكر لنفسه نافذة حصينة على الأرض وقف يتفرج خلف قضبانها الحديدية وهو يتراجف بين الشك واليقين من إحتمالات مخالب تمتد لتجرح  أو أنياب تصر على الدخول بين القضبان .


بعد أن رمى بضحيته عاد ليتحرش بالحارس الذي رأيناه في الصورة الأولى يتسلق العامود الخرساني . ونرى النمر هنا وهو يعض بأنيابه على ماسورة البندقية التي يحملها الحارس الذي عاش في تلك اللحظات حالة لايحسد عليها من الخوف والهلع.


أخيرا تذكر الحراس بعد فوات الأوان أن بنادقهم محشوة برصاص مهديء يفقد الحيوانات وعيها فترة . وما أن سمع النمر صوت إطلاق النار حتى أعطاهم مؤخرته وولى الأدبار .. ولكن إلى حين .


يبدو أن مفعول الرصاص المهديء ليس سريعا كمثيله في الدول المتطورة . ونرى النمر هنا لا يزال متمتعا بكامل وعيه ، وهو يعاين مكانا مناسبا لهبوطه على الأرض من أعلى الجدار


يافـــكــيك ..... أحد حراس الغابة يطلق ساقيه للريح حافي الأقدام وقد تخلى عن سلاحه وزملائه دون خجل من صيد الكاميرا ودون أن يخفي حاجته للبكاء وسكب الدموع من شدة الخوف ... ولسان حاله يردد: "جبـان حـي خيـرٌ من شجاع ميت"....... هرب صاحبنا في المقدمة وترك خلفه سيركا وفيلما هنديا من شاكلة المضحك المبكي ... برك إثنين من حراس الغابة هلعا على الأرض رغم أن السلاح الناري لا يزال في أيديهم . فتسلق النمر ظهر أحدهم ووقف يهاجم الثالث الذي سبقهم باللجوء هربا إلى سقف السيارة.


أخيراً سرى مفعول الرصاص المهديء في جسد النمر الهائج فانهار فاقدا للوعي . واغتنمت الجماهير الساخطة الفرصة لتنهال عليه طعنا بالخناجر وضربا بالعصي والهراوات ورشقا بالحجارة مما أدى لموته بعد ساعات في داخل إحدى العيادات البيطرية الحكومية على أطراف الغابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق