الجمعة، 1 أبريل 2011

بلح الشام وعنب اليمن

بلح الشام وعنب اليمن

فحوى الخطاب المغرور المطول الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد يوم الأربعاء 30/3/2011 أمام نواب الشعب السوري المفترضين لم يأتي مخيبا للآمال فحسب بقدر ما إتضح منه أن هناك سوء فهم عميق لدى القيادة العليا ؛ جعلها لا تعرف الفرق ما بين واجبات الرئيس وحقوق الوريث.
ووفقا لما جاء في هذا الخطاب الأسدي . فقد تبين أن المسافة لا تزال شاسعة بين مطالب الشعب السوري بالعدالة والحرية ، وبين قناعات وإستعداد القيادة السياسية للتنازل طوعا أو كرها ولو عن جزء يسير من مكتسباتها العريضة في إستعباد الشعب التي ظل حزب البعث يمارسها منذ عام 1963م . وعلى نحو أضحت فيه وكأنها حقوق تاريخية وتابوهات لا يجوز الإقتراب منها بالكلمة أو الصورة ناهيك عن يد التغيير..
ليس من الغريب إذن أن يتحدث البعض من أبناء الشعب السوري ، فيجأرون بالشكوى من أنهم باتوا مخنوقين . وأنهم بعد أن إستمعوا لخطاب رئيسهم وشاهدوا نفاق المنتفعين من نواب "شعب البعث" داخل المجلس ؛ لم يعد لديهم ما يخافون عليه أو يخسرونه. وأن لا مناص من الإستمرار في الثورة حتى آخر قطرة دم من الشهداء.
وفي اليمن السعيد ... وبعد الكلمة المختصرة التي ألقاها راعي الأغنام القديم المطبوع الرئيس علي عبد الله صالح اليوم عقب صلاة الجمعة 1/4/2011 في حشد بلغ بضعة آلاف من مؤيديه وأنصاره في صنعاء . وكرر فيها أنه يفدي بلاده وشعبه بالغالي والرخيص .. إتضح بشكل جلي أن علي صالح قد إختار خيار المراوغة حتى النهاية في مواجهة الرياح الجماهيرية العاتية ، التي تطالب صراحة بالتغيير عبر إسقاط النظام برمته.
..................
..... ويبقى الفرق بين علي صالح اليمني وبشار الأسد السوري . أن اليمني خفيف الظل وهو يراوغ شعبه والعالم ويلعب بالبيضة والحجر كي يظل على كرسي الحكم حتى آخر حيلة . في حين بدا السوري متعاليا شديد التعالي في خطابه الذي حرص فيه على تجاوز (الرعاع) من الرعية ودماء الرعية ، والإكتفاء بمخاطبة النخبة من أعضاء حزب البعث الحاكم ، وأعضاء مجلس "شعب البعث" من نواب المنفعة والزور والتزوير ؛ الذين كانوا خلال ذلك يتقافزون كالنسانيس تحت منصته الحرام راقصين مصفقين مزغردين ؛ مقنعي رؤوسهم مهللين مكبرين بإسم نصف الإله.
.......
وإذا كان هناك من حل وسط وقرار شجاع ينهي الثورة في اليمن وسوريا ويستبان من خلاله من هو المرغوب ومن هو المرفوض . فمن الخير أن تتم الدعوة لإنتخابات نيابية ورئاسية عامة حرة نزيهة بمراقبة الأمم المتحدة ، حتى يعرف كل طرف ما له وما عليه عوضا عن هذا الجدل البيزنطي العقيم والمراوغة التي باتت مكشوفة.
وعدا ذلك فإن علي صالح وبشار الأسد لن ينعمان لا بأكل بلح الشام ولا عنب اليمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق