الأربعاء، 8 فبراير 2012

ماذا قال حمزة الكاشغري؟

ماذا قال حمزة الكاشغري؟


السعودي حمزة الكاشغري أصبح فجأة حديث الناس وحصل من الشهرة ما بين يوم وليلة ما لم يحصل عليها كتاب وشعراء سعوديون في عمر آبائه .... ولكنها تبقى شهرة سالبة لا يشتهيها عاقل ولا يلهث خلفها متزن.
كتب حمزة الكاشغري في صفحته على موقع تويتر كلاما غريبا تافها سخيفا ... كله مغالطات وإساءة لنفسه وأهله وللمسلمين ... ولا فائدة مرجوة منه .... ناهيك عن أنه يجافي الحق والأدب ونصوص آيات قرآنية صريحة من كلام الله عز وجل في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يجوز ولا يحق لنا مخاطبته كما نخاطب بعضنا البعض مهما كانت الأحوال والظروف ... الحجج والذرائع.

في النص الأول يقول حمزة الكاشغري:
في يوم مولدك سأقول أنني أحببت الثائر فيك . لطالما كان ملهما لي، وأنني لم أحب هالات القداسة . لن أصلي عليك…

ويقول في الثاني:
في يوم مولدك أجدك في وجهي أينما اتجهت ، سأقول أنني أحببت أشياء فيك ، وكرهت أشياء .. ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى!

ثم يقول في الثالث:
في يوم مولدك لن أنحني لك .. لن أقبل يديك ، سأصافحك مصافحة الند للند . وابتسم لك كما تبتسم لي ، وأتحدث معك كصديق فحسب .. ليس أكثر .
....................
المتأمل للنصوص أعلاه التي خاطب بها الكاشغري رسول الله صلى الله عليه وسلم يتضح له أنها محاكاة حرفية للنصوص التي يكتبها باللغة الإنجليزية بعض العلمانيين والملحدين في بلدانهم عن ميلاد المسيح عيسى بن مريم. بل ويكتبون عنه في الغرب ما يندي له الجبين إمعانا في التقليل من قدسيته. ولأجل الحط من قدر الكنيسة وإزالة هالات القدسية والعصمة التي يحاول الرهبان والقساوسة والمطارنة والكرادلة والباباوات إضفائها على أنفسهم وعلى زملائهم من الموتى والأحياء دون وجه حق ....
والشاهد أن الشعراء والأدباء والمفكرين في الغرب يخاطبون السيد المسيح عليه السلام بهذا الأسلوب السمج الخالي من الأدب ؛ لأنهم يعانون من فوبيا سيطرة الكنيسة ؛ وكوابيس محاكم التفتيش التي تعرضت لها مجتمعاتهم في عصور الظلام . ولا يزال منها عوالق حتى عصرنا هذا ؛ ومنها على سبيل المثال الحرمان الكنسي عند خرق الزوجان لقانون تحريم الطلاق حسب نصوص  الأحوال الشخصية المبتدعة المقيدة للحريات لديهم . هذه القوانين التي لم ينادي بها المسيح ولم يبعثه الله لأجلها.
يكمن الخطأ والحفرة العميقة التي أوقع فيها حمزة الكاشغري نفسه إذن في أنه حاول المحاكاة البحتة . والتعامل مع مقدسات بيئته ومجتمعه وديانته بأسلوب "أنسخ وألصق" ؛ الذي بات سيد الموقف لدى الغالبية العظمى من الكتاب والمفكرين والمؤلفين ومقدمي البرامج التلفزيونية وحتى المغنيين والقيان العرب.
هرب الكاشغري إلى بانكوك خوفا من المحاسبة والعقاب . ولكن الذي ينبغي عليه أن يدركه أنه لا مناص له من العودة لمواجهة القضاء السعودي والدفاع عن نفسه . لأن ما كتبه كان فيه إساءة مباشرة وأغضب الجميع . ووصل الأمر إلى الحد الذي أمر فيه خادم الحرمين الشريفين بإعتقاله ومحاكمته على فعلته .... وكلام الملوك لا يرد أبدا ؛ وإن يمضى عليه  1000 عام ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق